القراءات العشر

القراءات : هي اختلاف كلمات الوحي في اللفظ، والأداء، واللغة، والإعراب المنقول بالتواتر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

القراءات المشهورة عشر، وكل منها منسوبة إلى إمام من أئمة القراءات، اشتهر عنه راويان، وفيما يلي أسماء أئمة القراءات العشر ورواتهم.
1. نافع المدني، وراوياه: قالون، وورش.


2. ابن كثير المكي، وراوياه: البزي، وقنبل.

3. أبو عمرو البصري، وراوياه: حفص الدوري، والسوسي.

4. ابن عامر الشامي، وراوياه: هشام، وابن ذكوان.

5. عاصم الكوفي، وراوياه : شعبة، وحفص.

6. حمزة الكوفي، وراوياه: خلف، وخلاد.

7. الكسائي الكوفي، وراوياه: أبو الحارث، وحفص الدوري.

8. أبو جعفر المدني، وراوياه: ابن وردان، وابن جماز.

9. يعقوب الحضرمي، وراوياه: رويس، وروح.

10. خلف العاشر، وراوياه: إسحاق، وإدريس.


نافع



هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي (70–169هـ)، مولاهم المدني. كان عالماً بوجوه القراءات، متمسكا بالآثار، إماماً للناس في القراءات بالمدينة. جيداً في رواية الحديث. انتهت إليه رئاسة الإقراء بها وأجمع الناس عليه بعد التابعين، مع كثرة ما في المدينة المنورة من قراء. فهذا يدل يقيناً على تواتر قراءته، بل هي أصح القراءات وأشدها تواتراً.

نقل القراءة عنه قالون و ورش، وخلق آخرون يصعب إحصائهم. وقد أقرأ نافع الناس دهراً طويلاً نيفاً عن سبعين سنة. وانتهت إليه رياسة القراءة بالمدينة، وصار الناس إليها.

وقال أبو عبيد: «وإلى نافع صارت قراءة أهل المدينة إليه، وبها تمسكوا بها إلى اليوم».

وقال ابن مجاهد: «وكان الإمام الذي قام بالقراءة بعد التابعين بمدينة رسول الله r: نافع». قال: «وكان عالماً بوجوه القراءات متبعا لآثار الأئمة الماضيين ببلده».

قال مالك: «نافع إمام الناس في القراءة».

قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: «قراءة أهل المدينة سنة». قيل: «قـراءة نافـع؟». قال: «نعم».

وقال إمام مصر الليث بن سعد: أدركت أهل المدينة و هم يقولون: «قراءة نافع سُنّة».

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي: أي القراءة أحب إليك؟ قال: «قراءة أهل المدينة». قلت: فإن لم يكن؟ قال: «قراءة عاصم». وقال مالك لما سأله عن البسملة قال: «سلوا نافعاً. فكل علم يسأل عنه أهله. ونافـع إمام الناس في القراءة».

قال قالون: «كان نافع من أطهر الناس خلقاً، ومن أحسن الناس قراءة. وكان زاهدا جوادا. صلى في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم ستين سنة». على أن نافعاً لم يكن من العرب بل من الموالي.

وقد اطلع على مصحف عثمان الشخصي، فقد أخرج ابن أبي حاتم (كما في تفسير ابن كثير) قال: قرأ علي يونس بن عبد الأعلى، أخبرنا ابن وهب، أخبرنا زياد بن يونس، حدثنا نافع بن أبي نعيم قال: «أرسل إلي بعض الخلفاء مصحف عثمان ليصلحه». قال زياد: فقلت له: «إن الناس ليقولون إن مصحفه كان في حجره حين قتل، فوقع الدم على {فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم}». فقال نافع:«بصرت عيني بالدم على هذه الآية، وقد قدم».


وقال الأعشى: «كان نافع يسهّل القرآن لمن قرأ عليه، إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك». وهذا الأثر يوضح سبب اختلاف رواية ورش عن رواية قالون، حيث قرأ قالون باختيار نافع، بينما قرأ ورش بما يوافق بين مشايخه في مصر وبين بعض مشايخ نافع.

وممن قرأ عليه أيضاً: إسحاق بن المسيبي، وإسماعيل بن جعفر..

وروى إسحاق المسيبي عن نافع قال:«أدركت عدة من التابعين. فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم، فأخذته. وما شذ فيه واحد تركته. حتى ألّفت هذه القراءة».

وقال الأصمعي: قال لي نافع: «تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفاً». وروى عنه موسى بن طارق أنه قال: «قرأت على سبعين من التابعين»، ولا أظنها قراءة كاملة.

قال الذهبي: في سير أعلام النبلاء «اشتهرت تلاوته على خمسة: عبد الرحمن بن هرمز الأعرج –صاحب أبي هريرة (نحوي ثبت، وقد أخذ القراءة عرضاً على أبي هريرة وابن عباس)–، وابى جعفر بن يزيد القعقاع –أحد العشرة–، وشيبة بن نصاح (ونافع أشد تأثراً به من أبي جعفر كما يذكر قالون)، ومسلم بن جندبالهذلي ، ويزيد بن رومان. وحمل هؤلاء عن: أصحاب أُبَيِّ بن كعب، وزيد بن ثابت،و صح أن الخمسة تلوا على مقرئ المدينة: عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي صاحب أُبَيّ. وقيل إنهم قرؤوا على أبي هريرة أيضاً وعلى ابن عباس، وفيه احتمال (صح هذا لابن هرمز وأبي جعفر فقط، وأما شيبة وابن رومان فلم يصح كما في معرفة القراء ورجح ابن الجزري عدم سماع ابن جندب من أحد من الصحابة). وقيل إن مسلم بن جندب قرأ على: حكيم بن حزام وابن عمر (ولم يصح)».

منهــج نـافــع فـي القــراءة :
لنافع في القراءة اختياران ، أو منهجان ، أقرأ قالون بأحدهما وورشاً بالآخر.

منهــج قــالــون :
1. إثبات البسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله ثلاثة أوجه ، ( القطع، السكت، الوصل ) . والثلاثة من غير بسملة .
2. ضم ميم الجمع مع صلتها بواو إن كان بعدها حرف متحرك سواء كان همزة أم غيرها نحو { وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }[يس:10] وله القراءة بسكون الميم أيضاً فله في هذه الميم وجهان الصلة والسكون.
3. قصر المد المنفصل وتوسطه نحو { يا أيها ، وفي أنفسكم ، وقوا أنفسكم } ، ومقدار القصر حركتان والتوسط أربع حركات .
4. تسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما بمقدار حركتين ـ سواء كانت الهمزة الثانية مفتوحة نحو { ءأنتم} ، أم مكسورة نحو { أئنكم}. أم مضمونة نحو { أؤنبئكم}.
5. إسقاط الهمزة الأولى من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين بأن تكون الهمزة الأولى آخر الكلمة الأولى والهمزة الثانية أول الكلمة الثانية، وهذا إذا كانت الهمزتان متفقتي الحركة مفتوحتين نحو { ثم إذا شاء أنشره } فإذا كانتا متفقتي الحركة مكسورتين نحو { هؤلاء إن كنت } أم مضمومتين وذلك في قوله تعالى : { وليس له من دونه أولياء أولئك } فإنه يسهل الهمزة الأولى وليس له في الهمزة الثانية في الأحوال الثلاث إلا التحقيق .

أما إذا كانت الهمزتان مختلفتي الحركة فإنه يسهل الثانية منهما بين إذا كانت مكسورة والأولى مفتوحة نحو { وجاء إخوة يوسف} . أو كانت مضمومة والأولى مفتوحة وذلك في { كلما جاء أمة رسولها } ويبدلها ياء خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مكسورة نحو { من السماء آية } ويبدلها واوا خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مضمومة نحو { لو نشاء أصبناهم} ويسهلها بين أو يبدلها واواً إذا كانت مكسورة والأولى مضمومة نحو { يهدي من يشاء } وليس له في الأولى من المختلفتين في الأنواع المذكورة إلا التحقيق.

6. إدغام الذال في التاء في إتخذتم ، لاخذت ، أخذت ونحو ذلك .
7. تقليل ألف لفظ التوراة بخلف عنه في جميع القرآن الكريم. إمالة ألف لفظ "هار" في { شَفَا جُرُفٍ هَار }[التوبة:109] ولا إماله له إلا في هذه الكلمة .
8. فتح ياء الإضافة إذا كان بعدها همزة مفتوحة نحو { إني أعلم } ، أو مكسورة نحو { فتقبل منى إنك } ، أو مضمومة نحو { إني أريد} ، أو كان بعدها أداة التعريف نحو { لا ينال عهدى الظالمين } على تفصيل في ذلك يعلم من كتب الفن .
9. إثبات بعض الياءات الزائدة ـ في الوصل نحو { يوم يأت } في هود ، { ذلك ما كنا نبغ }

منهــج ورش فـي القـراءة:
1. له بين كل سورتين ثلاثة أوجه ، (البسملة ، والسكت ، الوصل والوجهان بلا بسملة) وله بين الأنفال وبراءة ما لقالون..
2. له في المدين المتصل والمنفصل الإشباع بقدر ست حركات ، وله في مد البدل نحو { آمنوا، إِيماناً، أوتوا} ثلاثة أوجه : القصر بمقدار حركتين، والتوسط بمقدار أربع حركات، والمد بمقدار ست حركات ، وله في حرف اللين الواقع قبل الهمزة نحو ( شيئاً ) ، التوسط والمد ، وليس في القراءة من يقرأ بالتوسط والمد في البدل واللين غيره .
3. يقرأ الهمزتين المجتمعتين في كلمة بتسهيل الثانية منهما بين من غير إدخال وبإبدالها حرف مد ألفاً إذا كانت مفتوحة . أما إذا كانت مكسورة أو مضمومة فليس له فيها إلا التسهيل.
4. يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين، المتفقتين في الحركة، وله إبدالها حرف مد، أما الهمزتان المجتمعتان في كلمتين المختلفتان في الحركة فيقرأ الثانية منهما كقالون .
5. يبدل الهمزة الساكنة حرف مد إذا كانت فاء للكلمة نحو { يؤمن } إلا ما استثني، ويبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واواً إذا كانت فاء للكلمة نحو { مؤجلاً}.
6. يضم ميم الجمع ويصلها بواو إذا كان بعدها همزة قطع نحو { ومنهم أميون}.
7. يدغم دال قد في الضاد نحو { فقد ضل}، وفي الظاء نحو { فقد ظلم} ، ويدغم تاء التأنيث في الظاء نحو { كانت ظالمة } ، ويدغم الذال في التاء في { أخذتم} ونحوه.
8. يقرأ بتقليل الألفات من ذوات الياء بخلف عنه نحو { الهدى ـ الهوى} ويقللها قولا واحداً إذا وقعت بعد راء نحو { اشترى، النصارى} ، ويقلل الألفات الواقعة قبل راء مكسورة متطرفة نحو { الأبرار، الأشرار، أبصارهم ديارهم}.
9. يرفق الراء المفتوحة نحواً { خيراً } ، والمضمومة نحو { خير} بشروط دونها العلماء في الكتب.
10. يغلظ اللامات المفتوحة إذا وقعت بعد الصاد المفتوحة نحو { الصلاة } ، أو الساكنة نحو { يصلي} ، أو وقعت بعد الطاء المفتوحة نحو { وبَطَلَ } ، أو الساكنة نحو { مَطْلَعِ} . أو وقعت بعد الظاء المفتوحة نحو { ظلم} ، أو الساكنة نحو { ولا يظلمون} . وليس من القراء من يرقق الراءات ويغلظ اللامات غيره .
11. يشترك مع قالون في ياءات الإضافة فيفتح ما يفتحه قالون منها، ويسكن ما يسكنه منها، وهناك ياءات يفترقان فيها قد بينها العلماء في المصنفات.

هو عيسى بن مينا المدني النحوي (120–220هـ)، الملقب بقالون. وهو بالرومية "جيد".
لقبه به نافع لجودة قراءته.

قرأ على نافع سنة 150هـ، واختص به كثيراً. وكان إمام المدينة ونحويها.
قال: «قرأت على نافع قراءته غير مرة، وكتبتها في كتابي».

أخذ القراءة عرضا عن نافع: قراءة نافع، وقراءة أبى جعفر. وعرض أيضا على عيسى بن وردان.


قال أبو محمد البغدادي: «كان قالون أصم لا يسمع البوق. وكان إذا قرأ عليه قارئ فإنه يسمعه».
وقال ابن أبي حاتم: «كان أصم، يُقرئ القراء ويَفهم خطأهم ولحنهم بالشفة.

وسمعت
علي بن الحسين يقول: كان عيسى بن مينا قالون أصم شديد الصمم.

وكان يقرأ عليه القرآن، وكان ينظر إلى شفتي القارئ، ويرد عليه اللحن والخطأ».



 هو عثمان بن سعيد المصري القيرواني الأصل (110–197هـ).
لقبه نافع بـ"ورش".
كان مقرئاً في صعيد مصر، ثم رحل إلى المدينة ليقرأ على نافع، فقرأ عليه 4 ختمات في شهر واحد سنة 155.
فرجع إلى مصر وانتهت إليه رئاسة الإقراء بها، فلم ينازعه فيها منازع. مع براعته في العربية ومعرفته في التجويد. وكان حسن الصوت،
قال يونس بن عبد الأعلى: «كان ورش جيد القراءة حسن الصوت. إذا قرأ يهمز ويمد ويشدد ويبين الإعراب. لا يمل سامعه».


له اختيار خالف به نافعاً. ذلك أنه كان قد قرأ على شيوخ له مصريين في مصر قبل أن يرحل إلى نافع (لم تذكر لنا الكتب أسمائهم).
فلما رحل إلى نافع، قرأ عليه أربع ختمات بأوجه عديدة كان قد تحملها عن شيوخه المصريين. فوافق ذلك بعض الأوجه التي كان نافع تحملها عن شيوخه السبعين، فأقره على قراءته.

فقالون قد طابقت قراءته اختيار شيخه نافع.

أما ورش –وإن كانت قراءته عن نافع عن مشايخه المدنيين– فقد خالفت اختيار نافع. لكن كون نافع أقره على ما وافق بعض مشايخه المدنيين وصح عنده، وكان هذا قد صح كذلك عند ورش عن مشايخه المصريين، فيستحيل تواطؤ هؤلاء على الخطأ.

ثم وجدنا ورشاً قد صار شيخ قراء مصر بلا منازع في زمانه، فهذا يدل على إقرارهم بإتقانه. هذا مع معرفتهم بقراءة أهل المدينة نتيجة مرورهم بها أثناء الحج، فضلاً عن معرفتهم بقراءة مشايخهم المصريين. فلا شك بعد ذلك بتواتر قراءة ورش.
يقول الإمام مكي في كتابه الإبانة : «وهذا قالون ربيب نافع وأخص الناس به، وورش أشهر الناس المتحملين إليه، اختلفا في أكثر من ثلاثة آلاف حرف، من قطع وهمز، وتخفيف وإدغام وشبيهه. ولم يوافق أحد من الرواة عن نافع رواية ورش عنه، ولا نقلها أحد عن نافع غير ورش. وإنما ذلك لأن ورشاً قرأ عليه بما تعلم في بلده، فوافق ذلك رواية قرأها نافع عن بعض أئمته، فتركه على ذلك».

روى عنه الأزرق (وهي القراءة المنتشرة في المغرب اليوم) والأصبهاني.
قال الأزرق:
«إن ورشا لما تعمق في النحو، اتخذ لنفسه مقرأ يسمى مقرأ ورش ‏(يعني اختياراً خاصاً به). فلما جئت لأقرأ عليه، قلت له: "يا أبا سعيد إني أحب أن تقرئني مقرأ نافع خالصاً، وتدعني مما استحسنت لنفسك". قال فقلدته مقرأ نافع». هذا يعني أن القراءة التي أخذها الأزرق عن ورش ، هي التي عرضها ورش على نافع، فلا يعني هذا أنها اختيار نافع لنفسه. ولا يمنع هذا أن ورشاً قد أخذها قبل ذلك عن شيوخ آخرين.
ولا نعلم إن كان طريق الأصبهاني هو اختيار ورش لنفسه (أي ما استحسنه من مجموع قراءته على مشايخه)، أو يكون قراءة أخرى أخذها عن نافع. فقد قرأ أربع ختمات على نافع.

والاحتمال الثاني هو الأرجح لأن الخلاف بين الأزرق والأصبهاني هو اختلاف أداء فقط، وعامة ما انفرد به الأصبهاني قد قرأه آخرون على نافع.


قالون

ورش

    <LI dir=rtl>أبو يعقوب الأزرق يوسف بن عمرو بن يسار المدني ثم المصري (240هـ) لزم ورشا مدة طويلة وأتقن عنه الأداء وخلفه في الإقراء بالديار المصرية. <LI dir=rtl> قال الذهبي: «انفرد عن روش بتغليظ اللامات، وترقيق الراءات، وغير ذلك». <LI dir=rtl> قال ابن الجزري الدمشقي: «لم ينفرد بذلك، بل شاركه يونس بن عبد الأعلى». وقد انتقد عليه الذهبي ترقيق الراءات حيث تفرد بها من بين جميع القراء. <LI dir=rtl> كما أنه يميل كثيراً إلى المد الطويل المشبع. أما تغليظ اللامات فهي من مميزات لهجة قريش. <LI dir=rtl>محمد بن عبد الرحيم الأصبهاني صاحب رواية ورش عند العراقيين (296هـ). <LI dir=rtl> قال ابن الجزري في غاية النهاية: «وطريق الأصبهاني تنفرد عن الأزرق بعدم الترقيق في الراآت، والتغليظ في اللامات، والإمالة، والمد الطويل، وما انفرد به الأزرق من ذلك حتى أنه يقصر المنفصل مطلقاً». ولعل قراءته هي أجمل القراءات كافة،  
    ابن كثير المكي
    هو عبد الله بن كثير أصله فارسي (45–120هـ) . كان إمام الناس بمكة، لم ينازعه فيها منازع، ولذلك نقل عنه أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد والشافعي وسفيان بن عيينة وابن جريج وخلق كثير من الأئمة. كان ثقةً في الحديث. وكان فصيحاً بليغاً مع أنه مولى.. قال جرير بن حازم: «رأيت عبد الله بن كثير، فرأيت رجلا فصيحا بالقرآن». وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد، كما قيل. قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء: «قرأت على ابن كثير؟». قال: «نعم. ختمت على ابن كثير، بعدما ختمت على مجاهد». وقد كان ابن كثير إمام الناس في القراءة بمكة، فلم ينازعه فيها منازع. وهذا من أعظم الدلائل على تواترها. فمكة المكرمة يقصدها علماءُ المسلمين كلهم للحج والعمرة، فلو أخطأ ابن كثير في حرف واحد، لأنكروا ذلك ولاشتهر. فلما علمنا أنه لم يحدث هذا البتة، وأنهم قد أجمعوا على إمامته وصحة قراءته، مع قرب العهد للصحابة آنذاك، علمنا يقيناً بتواتر تلك القراءة. فإنهم لم يختاروا قراءة ابن محيصن المكي، مع أنه شيخ ابن كثير، لأنه ينفرد عن أهل بلده بأشياء. واختاروا قراءة ابن كثير لأنه يقرأ بالقراءة المعروفة عن أهل مكة في زمنه. نشأ ابن كثير بمكة. ولقي من الصحابة عبد الله بن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك. و ذكر أبو عمرو الداني المقرئ أنه أخذ القراءة عن عبد الله بن السائب المخزومي صاحب النبي r (الذي قيل أن عثمان أرسله بالمصحف المكي). وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول، وقال: «إنه ليس بمشهور عندنا». قال ابن الجزري: «وليس ذلك ببعيد، فإنه قد أدرك غير واحد من الصحابة وروى عنهم». وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي النص على قراءته عليه. و المعروف أن ابن كثير أخذ القراءة عن مجاهد. وكذلك قرأ على درباس مولى ابن عباس. وقرأ درباس ومجاهد على ابن عباس. وقرأ ابن عباس على أُبَيّ وزيد بن ثابت. وقد قرأ مجاهد على ابن السائب كذلك. قال ابن مجاهد: «ولم يزل عبد الله هو الإمام المجمع عليه في القراءة بمكة حتى مات سنة عشرين ومئة». وقد قرأ الإمام الشافعى على عبد الله بن قسطنطين وعلى شبل وكلاهما من تلاميذ ابن كثير. وقرأ البزي على عكرمة بن سليمان.. وقرأ عكرمة على شبل والقسط، وهما على ابن كثير. وقرأ قنبل على القواس، عن أبي الأخريط، عن شبل والقسط وهما على ابن كثير. وقرأ أيضا قنبل على البزي. منهــج ابـن كثيــر فــي القـــراءة : 1. يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة فكقالون . 2. يضم ميم الجمع ويصلها بواو إن كان بعدها متحرك بلا خلف عنه. 3. يصل هاء الضمير بواو إن كانت مضمومة وقبلها حرف ساكن وبعدها حرف متحرك نحو {منه آيات} ويصلها بياء إن كانت مكسورة وقبلها ساكن وبعدها متحرك نحو {فيه هدى} . 4. يقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل قولاً واحداً. 5. يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين من كلمة من غير إدخال ألف بينهما . 6. يختلف راوياه في الهمزتين من كلمتين إذا كانتا متفقتي الحركة فالبزى يقرأ كقالون، أعني بإسقاط الأولى إن كانتا مفتوحتين، وبتسهيلها إن كانتا مكسورتين أو مضمومتين، وقنبل يقرأ بتسهيل الثانية وإبدالها حرف مد كـ [ورش] أما مختلفتا الحركة فابن كثير من روايتيه يغير الثانية منهما كما يغيرها قالون وورش. 7. يفتح ياءات الإضافة إذا كان بعدها همزة قطع مفتوحة أو همزة وصل مقرونة بلام التعريف أو مجردة منها على تفصيل يعلم من المؤلفات. 8. يثبت بعض الياءات الزائدة وصلاً ووقفاً، وقد تكفل علماء القراءات ببيانها، وينبغي أن يعلم أن الخلاف بين راويي ابن كثير [ البزى وقنبل ] إنما هو في كلمات قليلة مبينة في كتب القراءات منثورها ومنظومها. 9. يقف على التاءات المرسومة في المصاحف تاء ـ الهاء نحو {رحمت الله وبركاته} ، { وجنت نعيم}. البزي أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله قاسم بن نافع بن أبي بزة (170–250هـ). مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام. انتهيت إليه مشيخة الإقراء بمكة. وهو ثبت في القراءة، لكنه ضعيف في الحديث. و البزي أكبر رواة ابن كثير. وقد روى قراءة ابن كثير عن عكرمة بن سليمان عن عبد الله القسط، وعن شبل بن عباد عن ابن كثير. ولم ينفرد بقراءة ابن كثير بل روى معه جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب في قراءة ابن كثير. لكن البزي كان أشهرهم، ولذلك اشتهر بالرواية عن ابن كثير. و من مناكيره في الحديث: حديث التكبير مرفوعا من آخر الضحى. وقد أخرجه الحاكم أبو عبد الله من حديثه في المستدرك (3|344): من طريق البزي الحديث: سمعت عكرمة بن سليمان (بن كثير بن عامر) يقول: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين (مقرئ)، فلما بلغت {والضحى} قال: كبر كبر عند خاتمة كل سورة حتى تختم. وأخبره عبد الله بن كثير أنه قرأ على مجاهد فأمره بذلك. وأخبره مجاهد أن ابن عباس أمره بذلك. وأخبره ابن عباس أن أبي بن كعب أمره بذلك. وأخبره أبي أن النبي أمره بذلك. وهذا حديث باطل، قال عنه الإمام أبو حاتم الرازي في العلل (2|76): «هذا حديث منكر». وقد عده الذهبي في ميزان الاعتدال (1|289) من مناكير البزي، وأقره ابن حجر في لسان الميزان (1|284). قنبل هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد الملقب بقنبل (195–291هـ). قيل أنه كان من أهل بيت بمكة يعرفون [وسط]بالقنابلة و قيل غير ذلك , وكان إماما في القراءة متقنا ضابطا. انتهت إليه مشيخة الإقراء بالحجاز، ورحل الناس إليه من الأقطار. وكان من أجل رواة ابن كثير وأوثقهم وأعدلهم. وقُدِّمَ البزي عليه، لأنه أعلا سنداً منه، إذ هو مذكور فيمن تلقى عنهم قنبل.وأخذ القراءة عرضاً عن أحمد بن محمد بن عون النبال، وهو الذي خلفه في القيام بها بمكة. وروى القراءة عن البزي. وقرأ على أبي الحسن أحمد القواس على أبي الأخريط وهب بن واضح على إسماعيل بن شبل ومعروف بن مشكان على ابن كثير. قال أبو عبد الله القصاع: وكان على الشرطة بمكة لأنه كان لا يليها إلا رجل من أهل الفضل والخير والصلاح ليكون لما يأتيه من الحدود والأحكام على صواب. فولوها لقنبل لعلمه وفضله عندهم. وقال الذهبي: إن ذلك كان في وسط عمره فحمدت مسيرته.. 
    أبو عمرو البصري
    أبو عمرو زبان بن العلاء بن عمار التميمي المازني البصري (68–154هـ)، أحد القراء السبعة، وهو عربي النسب. وكان إمام النحو في عصره. ولد أبو عمرو بمكة ونشأ بالبصرة ومات بالكوفة. وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج، فقرأ بمكة والمدينة. وقرأ أيضا بالكوفة والبصرة على جماعة كثيرة. فليس في القراء السبعة أكثر شيوخاً منه. قال الذهبي: «عرض بمكة على مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء وعكرمة بن خالد وابن كثير. وقيل إنه قرأ على أبي العالية الرياحي، ولم يصح مع أنه أدركه... وقيل إنه عرض بالمدينة على أبى جعفر ويزيد بن رومان وشيبة. وعرض بالبصرة على يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم والحسن (البصري) وغيرهم». قال الأصمعي (نحوي مشهور): قال لي أبو عمرو: «لو تهيأ لي أن أفرغ ما في صدري في صدرك لفعلت. لقد حفظت في علم القرآن أشياء لو كُتِبَت، ما قدر الأعمش (على سعة حفظه) على حملها. ولولا أن ليس لي أن أقرأ إلا بما قُرِأَ، لقرأت كذا وكذا وكذا»، وذكر حروفاً. وقال أبو عبيدة: «كانت دفاتر أبي عمرو ملء بيت إلى السقف. ثم تنسك فأحرقها، وتفرد للعبادة. وجعل على نفسه أن يختم في كل ثلاث ليال». وكان أعلم الناس بالقرآن والعربية، مع الصدق والثقة والزهد والأمانة والدين. واعتبر نحوي البصرة وقارئها. وقد وروى عنه الحروف سيبويه، نحوي البصرة المشهور. إضافة لخلق لا يحصون. وقال الأصمعي: «لم أر بعد أبي عمرو أعلم منه». وعن سفيان بن عيينة (وهو قرين مالك) قال: رأيت رسول الله r في المنام، فقلت: «يا رسول الله. قد اختلفت عليّ القراءات، فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟». فقال: «اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء». وقال الإمام أحمد بن حنبل: «قراءة أبي عمرو أحب القراءات إلي. قرأ على ابن كثير ومجاهد وسعيد بن جبير، على ابن عباس، على أُبَيّ، على رسول الله r». وقال: «عليك بقراءة أبي عمروٍ، لغة قريش وفصحاء العرب». وعدها مكي بن أبي طالب من أفصح القراءات. قال ابن مجاهد: حدثني محمد بن عيسى ابن حيان: حدثنا نصر بن علي قال: قال لي أبي: قال شعبة (إمام الحديث البصري المشهور): «انظر ما يقرأ أبو عمرو مما يختار لنفسه، فإنه سيصير للناس إسناداً». قال نصر: قلت لأبي: كيف تقرأ؟ قال: «على قراءة أبي عمرو». وقلت للأصمعي: كيف تقرأ؟ قال: «على قراءة أبي عمرو». قال ابن الجزري: «وقد صح ما قاله شعبة رحمه الله. فالقراءة عليها الناس اليوم بالشام والحجاز واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو. فلا تجد أحدا يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة، في الفرش. وقد يخطئون في الأصول. ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر إلى حدود الخمسمئة، فتركوا ذلك. لأن شخصا قدم من أهل العراق، وكان يلقن الناس بالجامع الأموي على قراءة أبي عمرو، فاجتمع عليه خلق واشتهرت هذه القراءة عنه، وأقام سنين. وإلا فما أعلم السبب في إعراض أهل الشام عن قراءة ابن عامر وأخذهم بقراءة أبي عمرو. و أعد ذلك من كرامات شعبة».
    منهــج أبي عمــرو فـي القــراءة :1- له بين كل سورتين البسملة ، السكت ، الوصل ، سوى الأنفال وبراءة فله القطع ، السكت ، الوصل ، وكل منها بلا بسملة . 2- له من رواية السوسي إدغام المتماثلين نحو الرحيم ملك ، والمتقاربين نحو وشهد شاهد ، والمتجانسين نحو ربكم أعلم بكم بشروط خاصة. 3- له في المد المتصل التوسط من الروايتين ، وله في المد المنفصل القصر والتوسط من رواية الدوري ، والقصر فقط من رواية السوسي. 4- يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما. 5- يسقط الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وبغير الهمزة الثانية من المختلفتين كما يغيرها ابن كثير . 6- يبدل الهمزة الساكنة من رواية السوسي نحو {المؤمنون}، {الذنب}، {اطمأنتم}، سوى ما استثناه له أهل الأداء. 7- يدغم ذال إذ في حروف مخصوصة نحو {إذ دخلوا} ، ودال في حروف معينة نحو {فقد ظلم}، وتاء التأنيث في بعض الحروف نحو {كذبت ثمود} ، ولام هل في {هل ترى من فطور بالملك}،{هل ترى لهم من باقية بالحاقة } ويدغم بعض الحروف الساكنة في بعض الحروف القريبة منها في المخرج نحو {نبذتها} ، {عذت} ، {ومن يرد ثواب}. 8- يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت الكلمة التي فيها الألف على وزن فعلى بفتح الفاء نحو {السلوى} ، أو كسرها نحو {سيماهم} ، أوضحها نحو {المثلى} ، ويميل الألفات من ذوات الياء إذا وقعت بعدراء نحو {اشترى} ، {الذكرى}، {النصارى} ويميل الألفات التي وقع بعدها راء مكسورة متطرفة نحو {على أبصارهم} ، {من ديارهم} . ويميل الألف التي وقعت بين راءين الثانية منهما متطرفة مكسورة نحو {إن كتاب الأبرار} {من الأشرار}. ويميل ألف لفظ الناس المجرور من رواية الدوري . 9- يقف على التاءات التي رسمت في المصاحف تاء بالهاء نحو {بقيت الله خير لكم} {إن شجرة الزقوم}. 10- بفتح ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مفتوحة نحو إني أعلم أو مكسورة نحو فإنه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ، والتي بعدها همزة وصل مقرونة بلام التعريف نحو {لا ينال عهدي الظالمين}، والتي بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف نحو {هارون أخي أشدد} . على تفصيل يعلم من كتب الفن. 11- يثبت بعض ياءات الزوائد وصلاً نحو {أجيب دعوة الداع إذا دعان} ومن آياته {الجوار في البحر مالأعلام}. الدوري حفص بن عمر الدوري (150–246هـ): هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان، عربي النسب. ويقال صهيب الدوري نسبة إلى دور: موضع ببغداد بالعراق. إمام القراءة في عصره. كان جيداً في رواية الحديث. قال أبو بكر الخطيب: «قرأ القرآن على جماعة من الأكابر، فمنهم: إسماعيل بن جعفر المدني، و شجاع بن أبي نصر الخرساني، و سليم بن عيسى، و علي بن حمزة الكسائي. و مال إلى الكسائي من بينهم، و كان يقرأ بقراءته و اشتهر بها». و قال ابن سعد: «كان عالما بالقرآن و تفسيره». رحل الدوري في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف السبعة. وتعلم الشواذ، وسمع من ذلك شيئا كثيراً. قرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع. وقرأ أيضاً عليه وعلى أخيه: يعقوب بن جعفر عن ابن حجاز عن أبى جعفر، وسليم عن حمزة، ومحمد بن سعدان عن حمزة، وعلي الكسائي لنفسه ولأبي بكر عن عاصم، وحمزة بن القاسم عن أصحابه، ويحيى بن المبارك اليزيدي، وشجاع بن أبي نصر البلخي. وقول الهزلي أنه: "قرأ على أبي بكر نفسه" وَهْمٌ. بل على الكسائي عنه، وقرأ عليه. السوسىالإمام السوسي هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجاورد بن مسرح الرستبي السوسي الرقي مقرىء ضابط محرر ثقة [وسط]والسوسي نسبة إلى مدينة بالأهواز، واسمه صالح بن زياد/ أبو شعيب من أعلام القراء له رواية عن أبي عمرو بن العلاء البصري. بواسطة شيخه يحيى اليزيدي. ولد سنة نيف وسبعين ومائة . أخذ القراءة عرضاً وسماعاً عن أبي محمد اليزيدي، وهو من أجلّ أصحابه وجوّد القرآن على يحيى اليزيدي ، وأحكم عليه حرف أبي عمرو .[/وسط]
    وسمع سفيان بن عيينة وعبدالله بن نميرو اسباط بن محمد ، وجماعة .
    . تلا عليه طائفة :
    منهم : أبو عمران موسى بن جرير وعلى بن الحسين، وأبو عثمان النحوي ، وأبو الحارث محمد بن أحمد الرقيون .
    وأخذ عنه الحروف أبو عبدالرحمن النسائى ، وجعفر بن سليمان الخراساني ، وغيرهما ، [وحدث عنه : أبو بكر بن أبي عاصم ، وأبو عروبة الحراني ، والحافظ أبو علي محمد بن سعيد .
    قال أبو حاتم : صدوق .
    وقد ذكرالنسائى أنه روى عنه ، وما روى عنه سوى حروف القراءة . وكان صاحب سنة ، دعا له الإمام لما بلغه ، أن ختنه تكلم في القرآن ، فقام أبو شعيب عليه ليفارق بنته .
    وحسب العلم، فإن روايته لم تشتهر بأي بلد إسلامي على صحتها وتواترها شأن جلِّ القراءات، وإن كان
    ربما قرأ بها بعض المتخصصين وأهل الشأن، مع أن زميله في الرواية حفص بن عمر الدوري ا اشتهرت
    روايته عن أبي عمرو بن العلاء البصري في مناطق من العالم الإسلامي منها: الصومال، وبلاد الحبشة،
    وأجزاء من السودان وما حولها.
    من أصول روايته السكت والإدراج وميم الجمع والإدغام الكبير والإمالة والهمز المفرد وإبدال الهمز والنقل وغيرها من الأحكام الخاصة
    . توفي أول سنة إحدى وستين ومائتين رحمه الله رحمة واسعة
    ابن عامر عبد الله بن عامر ابن يزيد بن تميم الإمام الكبير مقرىء الشام وأحد الأعلام أبو عمران اليحصبي الدمشقي يقال ولد عام الفتح وهذا بعيد والصحيح
    ما قال تلميذه يحيى بن الحارث الذماري أن مولده سنة إحدى وعشرين وروينا بإسناد قوي أنه قرأ على أبي الدرداء والظاهر أنه قرأ عليه من القرآن وروي أنه سمع قراءة عثمان بن عفان فلعل والده حج به فتهيأ له ذلك وقيل قرأ عليه نصف القرآن ولم يصح
    وجاء أيضا أنه قرأ على قاضي دمشق فضالة بن عبيد الصحابي والمشهور أنه تلا على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي صاحب عثمان وحدث عن معاوية والنعمان بن بشير وفضالة بن عبيد وواثلة بن الأسقع وعدة حدث عنه ربيعة بن يزيد القصير والزبيدي ويحيى الذماري وعبد الرحمن ابن يزيد بن جابر وعبد الله بن العلاء وجماعة وتلا عليه يحيى بن الحارث وغيره وثقه النسائى وغيره وهو قليل الحديث قال الهيثم بن عمران كان ابن عامر رئيس أهل المسجد زمن الوليد بن عبد الملك وبعده خفيت على ابن عامر سنة متواترة فنقل سعيد بن عبد العزيز
    قال ضرب ابن عامر عطية بن قيس حين رفع يديه في الصلاة وقيل إن عمر ابن عبد العزيز لما بلغه ذلك حجبه عن الدخول إليه
    وفي كنية ابن عامر أقوال تسعة أقواها أبو عمران والأصح أنه عربي ثابت النسب من حمير
    قال يحيى الذماري كان ابن عامر قاضي الجند وكان على بناء مسجد دمشق وكان رئيس المسجد لا يرى فيه بدعة إلا غيرها
    قال ومات يوم عاشوراء سنة ثمان عشرة ومئة وله سبع وتسعون سنة ومراده بالجند جند دمشق وهي البلد وما يلتحق بها من السواحل والقلاع قد سقت ترجمة هذا الإمام مستوفاة في كتاب طبقات القراء اشهر من روى قراءته هشام و ابن ذكوان
    منهـج بن عـامـر فـي القـراءة:1- له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو. 2- له التوسط في المدين المتصل والمنفصل. 3- له الهمزة الثانية من الهمزتين الملتقيتين في كلمة (التسهيل والتحقيق) مع الإدخال إذا كانت مفتوحة ، وله التحقيق مع الإدخال إذا كانت مكسورة أو مضمومة . وهذا كله لهشام أما ذكوان فيقرأ كحفص. 4- يغير الهمزة المتطرفة عند الوقف على تفصيل في ذلك يعلم من محله وهذا لهشام وحده. 5- يدغم من رواية هشام ذال إذ في بعض الحروف نحو (إذ تبرأ الذين أتُّبعُوا) ويدغم من الروايتين الدال في الثاء نحو (ومن يرد ثواب) ، والثاء في التاء (لبثت ولبثتم) ، حيث وقعا ، والذال في التاء في (أخذتم وأخذت واتخذتم كيف وقعت). 6- ويميل من رواية هشام ألف إناه في (غير ناظرين إناه) في الأحزاب ، وألف (ومشارب) في يس ، وألف (عابدون وعابد) في الكافرون وألف آنية في (تسقى من عين آنية في الغاشية). 7- يقرأ من رواية هشام لفظ (إبراهيم) في بعض المواضع بفتح الهاء وألف بعدها. 8- يميل من رواية ابن ذكوان الألف في الألفاظ الآتية : (جاء شاء ، زاد حيث وقعت وكيف وردت ، حمارك ، المحراب ، إكراههن ، كمثل الحمار ، والأكرام ، عمران). 9- يقرأ من رواية ابن ذكوان (وإن إلياس) في الصافات بوصل الهمزة.
    هشام * هو هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي وقيل الظفري الدمشقي . وكنيته أبو وليد ، ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة أيام المنصور ، وقيل يوم عاشوراء سنة مائة وثلاث وسبعون. * قرأ على عراك المُرِّي وأيوب بن تميم وغيرهما عن يحيى الذماري عن عبد الله بن عامر بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .* وروى الحروف عن عتبة بن حماد وعن أبي دحية معلى بن دحية عن نافع . * وروى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزنجي وغيرهم . * وهو إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم ومحدثهم ومفتيهم مع الثقة والضبط والعدالة . * وكان فصيحاً علامة واسع العلم والرواية والدراية قال عبدان الأهوازي سمعته يقول : ما أعددت خطبة منذ عشرين سنة . * وقال أبو على أحمد بن محمد الأصبهاني لما توفى أيوب بن تميم كانت الإمامة في القراءة إلى رجلين هشام وابن ذكوان وقال أيضا الأصبهاني رزق هشام كبر السن وصحة العقل والرأي فأرتحل الناس إليه في القراءات والحديث. قال وكان هشام مشهورا بالنقل والقصاصة والعلم والرواية والدراية رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث وقال أبو زرعة من فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث وقال أحمد بن أبي الحواري إذا حدثت في بلد فيها مثل أبي الوليد هشام بن عمار فيجب للحيتي أن تحلق . * وروى عنه بعض أهل الحديث ببغداد أنه قال : سألت ربي عز وجل سبع حوائج فقضى لي ستة منها ، ولا أدرى ما هو صانع في السابعة ، سألته أن يجعلني مصدقاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل ،سألته ( يرزقنى الحج ففعل . وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل ، وسألته أن يرزقنى ألف دينار حلالاً ففعل ،وسألته أن يجعل الناس يفدون إلى في طلب العلم ففعل ، سألته أن اخطب على منبر دمشق ففعل ،وأما السابعة التي لا أدرى ما هو صانع فيها أن يغفر لى ولوالدي ).وروى القراءة عنه أبو عبيد القاسم بن سلام قبل وفاته بنحو أربعين سنة وأحمد بن يزيد الحلواني ، وموسى بن جمهور ، والعباس بن الفضل . وأحمد بن النضر ، وهارون بن موسى الأخفش. * وروى عنه الحديث البخاري في صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجة في سننهم وحدث عنه الترمذي وجعفر الغرياني وأبو زرعة الدمشقي قال يحيى بن معين ثقة ، وقال الدارقطني صدوق كبير المحل. وتوفي هشام سنة خمس وأربعين ومائتين وقيل سنة أربع وأربعين ومائتين
    ابن ذكوان * هو عبد الله بن أحمد بن بشر ـ ويقال بشير ـ ابن ذكوان بن عمرو ابن حسان بن داود بن حسنون بن سعد بن غالب ابن فهر بن مالك ابن النضر ، وكنيته أبو محمد وقيل أبو عمرو القرشي الفهري الدمشقي. الإمام الأستاذ الشهير الراوي الثقة الضابط المقري شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق انتهت إليه مشيخة الإقراء بعد أيوب بن تميم. ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة. * أخذ القراءة عرضاً عن أيوب بن تميم ، وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة ، قال أبو عمرو الحافظ وقرأ على الكسائي حين قدم الشام ، يقول ابن ذكوان : أقمت عند الكسائي سبعة أشهر وقرأت عليه القرآن غير مرة.وروى الحروف سماعاً عن إسحاق بن المسيبي عن نافع. * وهو إمام شهير ثقة شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق ، أنتهت إليه مشيخة الإقراء بدمشق بعد هشام ، قال أبو زرعة الدمشقي : لم يكن بالعراق ولا بالشام ولا بالحجاز ولا بمصر ولا بخرسان في زمن ابن ذكوان أقرأ عندي منه وألف كتاب " أقسام القرآن وجوابها " وكتاب " ما يجب على قارئ القرآن عند حركة لسانه ". روى عنه القراءة ابنه أحمد وأحمد بن أنس وإسحاق بن داود. وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الله بن عيسى الأصبهاني ومحمد ابن إسماعيل الترمذي ومحمد بن موسى الصورى وهارون بن موسى الأخفش وآخرون. * وتوفي يوم الإثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله وأثابه [غاية النهاية (1/404) الإعلام (4/188)].
    عاصم [indent]* هو عاصم بن بهدلة أبي النَّجُود الكوفي "بفتح النون وضم الجيم " - وقد غلط من ضم النون - وقيل اسم أبيه عبد الله وكنيته أبو النجود ، وأسم أم عاصم "بهدلة" وبذلك يقال عاصم بن بهدلة. اسم أبيه لا يعرف له اسم غير ذلك . وكنيته أبو بكر ، وهو أسدي - مولاهم - كوفي الحناط بالمهملة والنون ، شيخ الإقراء بالكوفة ، وأحد القراء السبعة ، وهو تابعي جليل فقد حدث عن أبي رمثة رفاعي التيمي ، والحارث بن حسان البكري ، وكان لهما صحبة . أما حديثه عن أبي رمثة فهو مسند الأمام أحمد بن حنبل ، وأما حديثه عن الحارث فهو في كتاب أبي عبيد القاسم بن سلام. * وقرأ عاصم على أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب بن ربيعة السلمي الضرير وعلى أبي مريم زر بن حبيش بن خباشة الأسدى ، وعلى عمرو سعد بن إلياس الشيباني. وقرأ هؤالء الثلاثة على عبد الله بن مسعود وقرأ زر والسلمي أيضاً على عثمان بن عفان وعلى بن أبي طالب. وقرأ السلمي أيضاً على أبي بن كعب وزيد بن ثابت ، وقرأ على ابن مسعود وعثمان وعلى وأبي وزيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعاصم هو الإمام الذي أنتهت إليه مشيخة الإفراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي ورحل إليه الناس للقراءة من شتى الآفاق . جمع بين الفصاحة والتجويد ، والإتقان والتحرير ، وكان أحسن الناس صوتاً بالقرآن .قال أبو بكر بن عياش ـ وهو شعبة ـ لا أحصى ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول : ما رأيت أحداً أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود ، وكان عالماً بالسنة لغوياً نحوياً فقيهاً . وقال يحيى ابن آدم حدثنا حسن بن صالح قال : ما رأيت أحداً قط أفصح من عاصم إذا تكلم كاد يدخله خيلاء ، وقال أبو بكر بن عياش : قال لى عاصم : مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفاً ، وقال حماد بن سلمة : رأيت حبيب بن الشهيد ، ورأيت عاصم بن بهدلة يعقد أيضاً ويصنع مثل صنيع شيخه عبد الله بن حبيب السلمي. وروى القراءة عنه حفص بن سليمان ، وأبو بكر شعبة بن عياش ، وهما أشهر الرواة عنه ، وأبان بن تغلب ، وحماد بن سلمة ، وسليمان بن مهران الأعمش ، وأبو المنذر سلام بن سليمان ، وسهل بن شعيب ، وشيبان بن معاوية وخلق لا يحصون ، وروى عنه حروفاً من القرآن أبو عمرو بن العلاء والخليل بن أحمد ، وحمزة الزيات. سئل أحمد بن حنبل عن عاصم فقال: رجل صالح خير ثقة ووثقة أبو زرعة وجماعة وقال أبو حاتم محله الصدق وحديثه مخرج في الكتب الستة. قال شعبة : دخلت على عاصم وقد احتضر فجعلت أسمعه يردد هذه الآية ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ ﴾ [الأنعام:62] يحققها كأنه في الصلاة ، لأن تجويد القراءة صار فيه سجية. توفى آخر سنة سبع وعشرين ومائة بالكوفة. وأشهر الرواة عن عاصم. 1- شعبة. 2- حفص. منهـج عـاصـم فـي القـراءة: 1- يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله السكت والوصل. 2- يقرأ المدين المتصل والمنفصل بالتوسط بمقدار أربع حركات. 3- يميل شعبة عنه ألف " رمى " في ولكن الله رمى " بالأنفال " وألف أعمى في موضعي الإسراء " ومن كان في هذا أعمى فهو في الآخرة أعمى " وألف نآى في " ونآي بجانبه " في الإسراء ، وألف ران في "كلا بل ران" في المطففين وألف في " شفا جرف هار " في التوبة ، ويميل حفص عنه الألف بعد الراء في " مجريها ". 4- يفتح من رواية شعبة ياء الإضافة في " من بعدي اسمه أحمد "في الصف ويسكنها من رواية شعبة أيضاً في "أومى إلهين" في المائدة و"أجرى إلا" في جميع المواضع، و"وجهي لله" في آل عمران والإنعام. و "بيتى" في "ولمن دخل بيتي" بنوح ، "ولى دين" في الكافرون. 5- يحذف الياء الزائدة وصلاً ووقفاً من رواية شعبة في "فما آتان الله خير" في النمل. 6- يقرأ من رواية شعبة "من لدنه" بالكهف بإسكان الدال مع إشمامها ، ومع كسر النون والهاء وإشباع حركتها. شعبة * هو شعبة بن عياش بن سالم الحناط النهشلي الكوفي وكنيته أبو بكر ولد سنة خمس وتسعين من الهجرة. عرض القرآن على عاصم أكثر من مرة وعلى عطاء بن السائب ، وأسلم المنقري. وعمر دهراً طويلاً إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين. وكان إماماً كبيراً عالما حجة من كبار أهل السنة وكان يقول : من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه. وعرض عليه القرآن أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى ، وعبد الرحمن بن أبي حماد ويحيى بن محمد العليمي وعروة بن محمد الأسدى ، وسهل بن شعيب وغيرهم. * وروى عنه الحروف سماعاً من غير عرض إسحاق بن عيسى ، وإسحاق بن يوسف الأزرق وأحمد بن جبر ، وعبد الجبار بن محمد العطاردي وعلى بن حمزة الكسائي ويحيى بن آدم وغيرهم ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها ما يبكيك ، أنظرى إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها القرآن ثمان عشر ألف ختمة. * توفى في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة وقيل سنة أربع وتسعين ومائة رضي الله عنه
    حفص هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزاز ـ نسبة لبيع البز أي الثياب ـ وكنيته : أبو عمر، ولد سنة تسعين. ويعرف بحفيص. * أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم ، وكان ربيبه ـ ابن زوجته ـ. * قال الداني : وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بها ، وجاور بمكة فأقرأ بها ، قال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن سليمان. * وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم فكان مرجحاً على شعبة بضبط الحروف ، وقال الذهبى : هو في القراءة ثقة ثبت ضابط ، وقال ابن المنادي : قرأ على عاصم مراراً ، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش . ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم ، وقرأ الناس بها دهراً طويلاً وكانت التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى على رضي الله عنه. * روى عن حفص أنه قال : قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة ، فقال أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن على رضي الله عنه ، وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زربن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. * قال الإمام ابن مجاهد : بين حفص وابي بكر من الخلاف في الحروف خمسمائة وعشرون حرفاً في المشهور عنهما وذكر حفص أنه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلا في قوله تعالى في سورة الروم ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْف .. الآية.قرأ حفص لفظي ضعف ولفظ ضعفاً في الأية بضم الضاد. وقرأ عاصم بالفتح وروى عنه عرضاً وسماعاً أناس كثيرون ، منهم حسين ابن محمد المروزي ، وعمرو بن الصباح ؛ وعبيد بن الصباح ، والفضل بن يحيى الأنباري وأبو شعيب القواس. وتوفى سنة ثمانين ومائة هجرية على الصحيح
    حمـزة الكـوفـي * هـو : حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي التيمى ، وكنيته أبو عمارة ، وهو الإمام الحبر شيخ القراء ، وأحد الأئمة السبعة ، ويعرف بالزيات لأنه كان يجلب الزيت من العرف إلى حلوان [ بلد بالعراق] ، ويجلب الجبن والجوز منها إلى الكوفة. * ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسن ، فيحتمل أن يكون رآى بعضهم فيكون من التابعين. * وقرأ على أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش وعلى أبي حمزة حمران بن أعين وعلى أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، وعلى محمد بن أبي ليلى وعلى طلحة بن مصرف ، وعلى أبي عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زيد العابدين على بن الحسين بن على بن أبي طالب. وقرأ الأعمش وطلحة على يحيى بن وثاب الأسدي. وقرأ يحيى بن أبي أشبل على علقمة بن قيس وعلى ابن أبي أخيه الأسود بن يزيد بن قيس، وعلى زر بن حبيش، وعلى زيد بن وهب، وعلى عبيدة بن عمرو السلماني، وعلى مسروق بن الأجدع. وقرأ حمران على أبي الأسود وعلى محمد الباقر ، وعلى عبيد بن فضيلة. وقرأ عبيد على علقمة، وقرأ أبو إسحاق على أبي عبد الرحمن السلمي وعلى زر بن حبيش ، وعلى عاصم بن حمزة، وعلى الحارث بن عبد الله الهمداني. وقرأ عاصم والحارث على علىّ. وقرأ بن أبي ليلى على المنهال بن عمرو وغيره. وقرأ المنهال على سعيد بن جبير ، وقرأ علقمة والأسود وابن وهب ومسروق وعاصم بن حمزة والحارث أيضاً على عبد الله بن مسعود وقرأ جعفر الصادق على أبيه محمد الباقر وقرأ الباقر على أبيه زين العابدين وقرأ زين العابدين على سيد شباب أهل الجنة الحسين وقرأ الحسين على أبيه على بن أبي طالب وقرأ على وابن مسعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال المحقـق في الطبقـات : كان الأعمش يجود حرف بن مسعود ، وكان ابن أبي ليلى يجود حرف على ، وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف. وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان يعتبر حروف عبد الله ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان ، وهذا كان اختيار حمزة. كان حمزة إمام الناس في القراءة بالكوفة بعد عاصم الأعمش ، وكان ثقة حجة قيماً بكتاب الله تعالى بصيراً بالفرائض ، عارفاً بالعربية حافظاً للحديث. قال له ابو حنيفة يوماً: شيئان غلبتنا فيهما ، لا ننازعك في واحد منهما القرآن والفرائض ، وقال سفيان الثوري : ما قرأ حمزة حرفاً من كتاب الله إلا بأثر. وكان شيخه الأعمش إذا رآه مقبلاً يقول: هذا حبر القرآن ، ورآه يوماً مقبلا فقال : وبشر المحسنين وكان خاشعاً متضرعاً ، مثلاً يحتذى في الصدق والورع ، والعبادة والتنسك والزهد في الدنيا ، ولا يأخذ على تعليم القرآن أجراً ، جاءه رجل قرأ عليه من مشاهير الكوفة فأعطاه جملة دراهم فردها إليه وقال له : أنا لا آخذ أجراً على القرآن ، أرجو بذلك الفردوس ، قال يحيى بن معين سمعت محمد بن فضيل يقول : ما أحسب أن الله تعالى يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة. وقال جرير بن عبد الحميد مرّبي حمزة الزيات في يوم شديد الحر فعرضت عليه الماء ليشرب فأبي لأني كنت أقرأ عليه القرآن. * وروى عن حمزة أنه كان يقول لمن يبالغ في المد وتحقيق الهمز لا تفعل ، أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص وما كان فوق الجُعُودَة فهو قطط ، وما كان فوق القراءة فليس بقراءة. * وروى عنه القراءة أناس لا يحصيهم العد ، منهم إبراهيم بن أدهم والحسين بن على الجعفى ، وسليم بن عيسى وهو أضبط أصحابه ، وسفيان الثوري وعلى بن حمزة الكسائي ، وهو أجل أصحابه ، ويحيى بن زياد الفراء ، ويحيى بن المبارك اليزيدى. * وتوفى سنة ست وخمسين ومائة بحلوان ـ مدينة في آخر سواد العراق ـ عن ست وسبعين سنة. * ومـن أشهـر مـن روى قـراءتـه. 1- خلف. 2- خلاد. منهـج حمـزة فـي القـراءة: 1- يصل آخر كل سورة بأول تاليتها من غير بسملة بينهما. 2- يضم الهاء وصلاً ووقفاً في الألفاظ الثلاثة : ( عليهم ، إليهم ، لديهم ) . 3- يقرأ بالإشباع في المدين المتصل والمنفصل بمقدار ست حركات. 4- يسكن الهاء في : يؤده إليك ، وقوله ( ما تولى ونصله جهنم ) نؤته منها ، فألقه إليهم. 5- يقرأ بالسكت على أل وشيء ويقرأ من رواية خلف بالسكت على المفصول نحو ﴿ عذاب أليم ﴾. 6- يغير الهمز عند الوقف سواء كان في وسط الكلمة نحو يؤمنون ، أم في آخرها نحو ينشئ على تفصيل في ذلك. 7- يدغم من رواية خلف ذال إذ في الدال والتاء ، ومن رواية خلاد في جميع حروفها ما عدا الجحيم ، ويدغم من الروايتين دال قد في جميع حروفها ، وتاء التأنيث في جميع حروفها ، ويدغم لام هل الثاء ﴿ هل ثوب الكفار ﴾ في المطففين ، ولام بل في السين في ﴿ بل سولت لكم ﴾ بيوسف وفي التاء نحو ﴿ بل تأتيهم ﴾ ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو وإن تعجب فعجب ، وهذا من رواية خلاد ، ويدغم الذال في التاء في ( عذت ، واتخذتم ، فنبذته ) والثاء في التاء في ﴿ أورثتموها ﴾، وفي لبث كيف وقع. 8- يميل الألفات من ذوات الياء والألفات المرسومة ياء في المصاحف نحو ( الهدى ، اشترى ، النصارى ) ، ويميل الألفات في ( خاب ، خافوا ، طاب ، ضاقت ، وحاق ، زاع ، جاء ، شاء ، وزاد ) ، ويقلل الألفات الواقعة بين راءين ثانيهما متطرفة مكسورة نحو ( إن كتاب الأبرار ، من الأشرار ) . 9- يسكن ياءات الإضافة في ﴿ قل لعبادي الذين آمنوا بإبراهيم ﴾، ﴿ يا عبادي الذين أسرفو ﴾، بالزمر ونحو ذلك وقد حصرها العلماء. 10- يثبت الياء الزائدة في ﴿ اتمدونن بمال ﴾ في النمل، ﴿ ربنا وتقبل دعاء ﴾ بإبراهيم.
    خلف * هو خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب بن هشيم بن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب الأسدى البغدادي البزار ، ويقال خلف بن هشام وابن أبي طالب بن غراب ، وكنيته أبو محمد وهو أحد الرواة عن سليم عن حمزة . وأختار لنفسه قراءة فكان أحد القراء العشرة. * ولد سنة خمسين ومائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين ، وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة. * أخذ القراءة عرضاً عن سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة ، ويعقوب بن خليفة الأعشى ، وأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن المفضل الضبى. * وروى الحروف عن إسحاق المسيبى وإسماعيل بن جعفر وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن آدم، وسمع من الكسائى الحروف ولم يقرأ عليه القرآن . قال أبو علي الأهوازي في مفردة الكسائي قال الفضل بن شاذان عن خلف أنه قرأ على الكسائي والمشهود عند أهل النقل لهذا الشأن أنه لم يقرأ عليه وإنما سأله عنها وسمعه يقرأ القرآن إلى خاتمته وضبط ذلك عنه بقراءته عليهم وكذا قال الحافظ أبو العلا وهو صحيح والله أعلم.وكان ثقةً كبيراً زاهداً عالماً عابداً روى عنه أنه قال : أشكل على باب في النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته ووعيته. * وروى القراءة عنه عرضاً وسماعاً أحمد بن إبراهيم ، ورافة ، وأخوه إسحاق بن إبراهيم ، وإبراهيم بن على القصار ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، وإدريس بن عبد الكريم الحداد ، ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبود وغيرهم . * قال ابن أشتة : كان خلف يأخذ بمذهب حمزة لأنه خالفه في مائة وعشرين حرفاً في إختياره ، وقد تتبع ابن الجزري اختياره فلم يره يخرج عن قراءة حمزة والكسائي وشعبة إلا في قوله تعالى " وحرام على قرية " بالأنبياء فقرأه كحفص. * وتوفي خلف في جمادة الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد
    خلاد * هو خلاد بن خالد الشيبانى الصيرفي الكوفي وكنيته أبو عيسى وقيل أبو عبد الله ، ولد في نصف رجب سنة تسع عشرة ـ وقيل سنة ثلاثين ـ ومائة. أيام هشام أو مروان * أخذ القراءة عرضاً عن سليم وهو من أضبط أصحابه وأجلهم. * وروى القراءة عن حسين بن على الجعفي عن أبي بكر ، وعن أبي بكر نفسه عن عاصم ، وعن أبي جعفر محمد بن الحسن الرواسي. وخلاد إمام القراءة ثقة عارف محقق أستاذ مجود ضابط متقن ، وروى عنه للقراءة عرضاً أحمد بن يزيد الحلواني وإبراهيم بن على القصار ، وعلى بن الحسين الطبرى وإبراهيم بن نصر الرازي ، والقاسم بن يزيد الوزان وهو أنبل أصحابه ، ومحمد بن الفضل ، ومحمد بن سعيد البزازي ، ومحمد بن الهيثم قاضي بكر وهو من أجل أصحابه. وتوفي خلاد سنة عشرين ومائتين
    الكسـائـي الكـوفـي * هو على بن حمزة بن عبد الله بن عثمان من ولد بَهْمَن بن فيروز مولى بني أسد وهو من أهل الكوفة ثم أستوطن بغداد، وكنيته أبو الحسن ولقبه الكسائي، لقب به لأنه أحرم في كساء، وهو أحد القراء السبعة. الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات قال الجعبري قيل له لم سميت الكسائي قال لأني أحرمت في كساء وقيل لأنه كان لي حداثة سنة ببيع الكساء وقيل لأنه كان من قرية من قرى السواد يقال لها باكسايا وقيل لأنه كان يتشح بكساء ويجلس في مجلس حمزة فكان حمزة يقول أعرضوا على صاحب الكساء أي أعرضوا هذا الرأي قال الأهوازي وهذا القول أشبه بالصواب. * أخذ القراءة عرضاً عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده، وعن محمد بن أبي ليلى وتقدم سنده، وعيسى بن عمر الهمذاني . * وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش "شعبة"، وعن إسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع ولا يصح قراءته على نافع كما ذكره الهزلي بل ولا رآه، وعن زائدة بن قدامة، وقرأ عيسى بن عمر على عاصم وطلحة بن مصرف والأعمش، وتقدم سندهم، وكذلك أبو بكر بن عياش. وقرأ إسماعيل بن جعفر على شيبة بن نصاح ونافع وتقدم سندهم. وقرأ أيضاً إسماعيل على سليمان بن محمد بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان وسيأتي سندهما، وقرأ زائدة بن قدامة على الأعمش وتقدم سنده. * وكان الكسائي إمام الناس في القراءة في زمانه، وأعملهم بها، وأضبطهم لها، وانتهت إليه رياسة الإقراء بالكوفة بعد الإمام حمزة. قال أبو عبيد في كتاب القراءات: كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعضاً . وليس هناك أضبط للقراءة ولا أقوم بها من الكسائي. وقال ابن مجاهد: اختار الكسائي من قراءة حمزة ومن قراءة غيره متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة وكان إمام الناس في القراءة في عصره.وكان الناس يأخذون عنه ألفاظه بقراءته عليهم، وينقطون مصاحفهم من قراءته. وقال إسماعيل جعفر المدني وهو من كبار أصحاب نافع : ما رأيت أقرأ لكتاب الله تعالى من الكسائي. * قال أبو بكر بن الأنباري : اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم في الغريب، وأوحد الناس في القرآن، فكانوا يكثرون عنده فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ. * قال بعض العلماء : كان الكسائي إذا قرأ القرآن أو تكلم كأن ملكاً ينطق على فيه. * وقال يحيى بن معين : ما رأيت بعينى هاتين أصدق لهجة من الكسائي. وروى عنه القراءة عرضاً وسماعاً أناس لا يحصى عددهم، منهم أحمد بن جبير وأحمد بن منصور البغدادي وحفص بن عمرو الدورى وأبو الحارث الليث بن خالد وعبد الله بن أحمد بن ذكوان وأبو عبيد القاسم بن سلام وقتيبة بن مهران والمغيرة بن شعيب ويحيى بن آدم وخلف بن هشام البزار، وأبو حيوة شريح بن يزيد ويحيى بن يزيد الفراء .وروى عنه الحروف يعقوب بن إسحاق الحضرمى. وكما كان الكسائي إماماً في القراءات كان إماماً في النحو واللغة، قال الفضيل بن شاذان : لما عرض الكسائي القراءة على حمزة خرج إلى البدو فشاهد العرب وأقام عندهم حتى صار كواحد منهم ثم دنا إلى الحضر وقد علم اللغة. * وقال الشافعي: من أراد أن يتبحر في النحو فهو عيل على الكسائي .وقال غيره : انتهت إلى الكسائي طبقة القراءة واللغة والنحو والرياسة، وكان يؤدب ولدى الرشيد الأمين والمأمون. * وفي تاريخ ابن كثير: أخذ الكسائي عن الخليل صناعة النحو فسأله يوماً عمن أخذت هذا العلم فقال له الخليل من بوادي الحجاز، فرحل الكسائي إلى هناك فكتب عن العرب شيئاً كثيراً، ثم عاد إلى خليل فوجده قد مات وتصدر مكانه يونس، فجرت بينهما مناظرات أقر يونس للكسائي فيها بالفضل وأجلسه في موضعه. * وتوفى الكسائي على أصح الأقوال سنة تسع وثمانين ومائة عن سبعين سنة صحبة هارون الرشيد بقرية " رَنْبَويَهْ " من أعماله الري، متوجهين إلى خرسان ومات معه في المكان المذكور محمد بن الحسن صاحب الإمام أبي حنيفة. * فقال الرشيد: دفنا الفقه والنحو في الرى في يوم واحد . وفي رواية أنه قال : اليوم دفنا الفقه والعربية. * ورأى بعض العلماء الكسائي في المنام فقال له ما فعل الله بك ؟ قال : غفر لى بالقرآن، فقال له : ماذا فعل حمزة ؟ ؛ قال له ذاك في عليين، ما نراه إلا كما نرى الكوكب. * وللكسائي مؤلفات في القراءات والنحو ذكر أسماءها ولكن لم نراها، ولم نعرف شيئاً عنها، منها كتاب " معاني القرآن "، ( كتاب القراءات ) ، ( كتاب النوادر ) ، ( كتاب النحو ) ، ( كتاب الهجاء ) ، ( كتاب مقطوع القرآن وموصوله ) ، ( كتاب المصادر ) ، ( كتاب الحروف ) ، ( كتاب الهاءات ) ، ( كتاب اشعار ) . * وأشهـر مـن روى عـن الكسـائـي: 1- الليث. 2- حفص الدورى.منهـج الكسـائـي فـي القـراءة : 1. يبسمل بين كل سورتين إلا بين ( الأنفال والتوبة ) فيقف أو يسكت أو يصلى. 2. يوسط المدين المتصل و المنفصل بمقدار أربع حركات. 3. يدغم ذال إذ فيما عدا الجيم، ويدغم دال وتاء التأنيث ولام هل وبل في حروف كل منها، ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو ﴿ قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ ﴾، ويدغم الفاء المجزومة في الباء في ﴿ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ في سبأ. ودغم من رواية الليث اللام المجزومة في الذال ( في يفعل ذلكحيث وقع هذا اللفظ ويدغم الذال في التاء في ﴿ عذتُ ﴾، ﴿ فنبذته ﴾، ﴿ اتخذتم ﴾، ﴿ أخذتم ويدغم الثاء في التاء في ( أورثتموها، لبثت، لبثتم ).4. يميل ما يميله حمزة من الألفات ويزيد عليه إمالة بعض الألفاظ كما وضح في كتب القراءات. 5. يميل ما قبل هاء التأنيث عند الوقف نحو رحمة، الملائكة بشروط مخصومة. 6. يقف على التاءات المفتوحة نحو ( شجرت، بقيت، جنت بالهاء ) . 7. يسكن ياء الإضافة في ﴿ قل لعبادي الذين آمنو ﴾ بإبراهيم، ﴿ يا عبادي الذين ﴾، بالعنكبوت والزمر 8. يثبت الياء الزائدة في ﴿ يوم يأت في هود، ﴿ وما كنا نبغ في الكهف، في حال الوصل.
    أبو الحارث * هو الليث بن خالد المروزي البغدادي وكنيته أبو الحارث. عرض القراءة على الكسائي وهو من أجل أصحابه. وروى الحروف عن حمزة بن القاسم الأحول وعن اليزيدي. وهو ثقة حاذق ضابط القراءة، محقق لها، قال أبو عمرو الداني كان الليث من جلة أصحاب الكسائي. وروى عنه القراءة عرضاً وسماعاً سلمة بن عاصم صاحب الفراء، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، والفضيل بن شاذان، وغيرهم. وتوفى سنة أربعين ومائتين [ معرفة القراء الكبار( 1/173 ) ]
    أبو جعفرالقعقاع المدني هو يزيد بن القعقاع الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ، أحد القرّاءة العشرة تابعي مشهور كبير القدر، ويقال اسمه جندب بن فيروز وقيل فيروز... مَوْلِدُهُ 35 هـ ، 655 م كنيته : أبو جعفر .أحد القراء العشرة – تابعي جليل . عرض القرآن على مولاه عبد الله بن عياش .وعبد الله بن عباس .وأبي هريرة . وقرأ هؤلاء الثلاثة على أُبي بن كعب . وقرأ أبو هريرة وابن عباس أيضاً على زيد بن ثابت . وقيل أن أبا جعفر قرأ على زيد نفسه . فقد صح أنه أتى به إلى أم سلمة زوج النبي صلّى الله عليه وسلم فمسحت على رأسه ودعت له بالخير . وأنه صلّى بابن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين. وقرأ زيد بن ثابت وأُبي بن كعب على رسول الله صلّى الله عليه وسلم . وسمع في الحديث عمر بن الخطاب ومروان بن الحكم . قال الإمام مالك بن أنس : كان أبو جعفر القارئ رجلاً صالحاً يفتي الناس بالمدينة . وقال ابن أبي حاتم : سألت أُبي عنه فقال : صادق الحديث . وكان أبو جعفر إمام أهل المدينة في القراءة مع كمال الثقة وتمام الضبط . قال الأصمعي : قال ابن زياد : لم يكن بالمدينة أحد أقرأ للسنة من أبي جعفر . وكان يقدم في زمانه على عبد الرحمن بن هرمز الأعرج . روى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وهو صوم داود عليه السلام . واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال : إنما فعلت ذلك لأروض به نفسي على عبادة الله تعالى . وروى عنه أنه كان يصلي في جوف الليل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة وسورة من طوال المفصل ، ثم يدعو عقبها لنفسه وللمسلمين ولكل من قرأ عليه ، وقرأ بقراءته قبله وبعده .وفاته وقال سليمان بن مسلم شهدت أبا جعفر وقد حضرته الوفاة فجاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجبهم . فقال شيبة وكان ختنه على ابنة أبي جعفر : ألا أريكم عجباً ؟ قالوا بلى . فكشف عن صدره فإذا دوّارة بيضاء مثل اللبن .فقال أبو حازم وأصحابه : هذا والله نور القرآن .وقال نافع : لما غُسل أبو جعفر بعد وفاته نظروا ما بين نحره إلى فؤاده مثل ورقة المصحف فما شك أحد ممن حضر أنه نور القرآن . ورآه سليمان العمري في المنام على الكعبة فقال له : أقرئ إخواني السلام ، وأخبرهم أن الله عزَّ وجلَّ جعلني من الشهداء الأحياء المرزوقين . ورآه بعضهم في المنام على صورة حسنة فقال له : بشر أصحابي وكل من قرأ بقراءتي أن الله قد غفر لهم ، وأجاب فيهم دعوتي ، ومرهم أن يصلوا هذه الركعات في جوف الليل كيف استطاعوا . توفى سنة ثلاثين ومائة على الأصح
    [وسط]أشهر من روى قراءته
    أشهر رواته اثنان عيسى بن وردان ، وسليمان بن جماز .
    [/وسط]
    منهج أبي جعفر في القراءة
    [indent]1- يقرأ بالبسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله الأوجه الثلاثة المعروفة . 2- يقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل بقدر أربع حركات . 3- يسهل الهمزة الثانية مع الهمزتين المتلاقيتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما سواء أكانت الهمزة مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة . 4- يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين المتلاقيتين في كلمتين المتفقتين في الحركة . أما المختلفتان فيها فيتغير ثانيتهما كما يغيرها نافع وابن كثير وأبو عمرو . 5- يبدل الهمز الساكن مطلقاً سواء كان فاءً للكلمة أو عيناً أو لاماً لها . 6- يقرأ بإسكان الهاء في يؤده ( يُؤَدِّهِ – نُوَلِّهِ – وَنُصْلِهِ – نُؤْتِهِ - فَأَلْقِهِ ) . 7- يضم ميم الجمع ويصلها بواو إن كان بعدها حرف متحرك همزاً كان أم غيره . 8- يدغم الذال في التاء في ( أَخَذْتُمْ ) ، ويدغم الثاء في التاء في ( لَبِثْتُمْ – وَلَبِثْتَ ) والذال في التاء في ( عُذْتُ ) . 9- يقرأ بإخفاء النون الساكنة والتنوين عند الخاء والغين مع الغنة نحو ( مِنْ خَيْرٍ ) ،( مِنْ غِلٍّ ) ، ( عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ، ( عَزِيزٌ غَفُورٌ ) . 10- يقف على كلمة « ابت » بالهاء حيث وردت . 11- يفتح ما يفتحه قالون من ياءات الإضافة ويسكن ما يسكنه منها إلا ما استثني . 12- يوافق قالون في إثبات بعض الياءات الزائدة – وصلاً ، ويوافق ورشاً في إثبات بعضها ، وينفرد بإثباتها البعض الآخر كما هو مفصل في الكتب . 13- يقرأ بضم تاء ( لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا ) في جميع المواضيع . 14- يسكت على كل حرف من حروف الهجاء الواقعة في أوائل السور مثل « الم » « كهيعص » سكتة لطيفة من غير تنفس . 15- يقرأ ( وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا ) بالإسراء بالياء المضمومة في مكان النون المفتوحة – وبفتح الراء . 16- يقرأ ( وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ ) في سورة النور بتاء مفتوحة بعد الياء وبعد التاء همزة مفتوحة مع فتح اللام وتشديدها . 17- يقرأ ( نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ ) في المؤمنين والنحل بتاء مفتوحة مكان النون المضمومة . 18- يقرأ ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) بسكون اللام وجزم العين في : ولتصنع . 19- يقرأ ( إصْطَفَى الْبَنَاتِ ) في الصافات بوصل الهمزة . ويبتدئ بها مكسورة . 20- يقرأ ( بِنُصْبٍ ) في ص بضم النون والصاد . 21- يقرأ لفظ ( إِسْرَائِيلَ ) بتسهيل الهمزة . 22- يقرأ لفظ ( تَأْمَنَّا ) في سورة يوسف بالإدغام المحض . 23- يبدل الهمزة المتحركة أو يحذفها في ألفاظ نحو ( قَرِّيَ - شَانِيكَ – مُسْتَهْزِئُونَ – الصَّابِئُونَ – يَطَونَ - مُتَّكِينَ ) .
    ابن وردان[indent]اسمه : هو عيسى بن وردان المدني .كنيته : أبو الحارث .لقبه : الحذاء .وفاته : توفي في حدود الستين ومائة .من قدماء أصحاب نافع ، ومن أصحابه في القراءة على أبي جعفر . عرض القرآن على أبي جعفر وشيبة ، ثم عرض على نافع .قال الداني : هو من جُلة أصحاب نافع وقدمائهم ، وقد شاركه في الإسناد ، وهو إمام مقرئ وحاذق ، وراوٍ محقق ضابط ابن جماز . اسمه : هو سليمان بن محمد بن مسلم بن جماز . كنيته : أبو الربيع . وفاته : مات بعد السبعين ومائة . روى القراءة عرضاً على أبي جعفر وشيبة ، ثم عرض على نافع ، وأقرأ بحرف أبي جعفر ونافع وهو مقرئ جليل ، ضابط نبيل ، مقصود في قراءة نافع وأبي جعفر يعقـوب الحضـرمـي البصـري [يسار] * هو يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي البصري وكنيته أبو محمد، أحد القراء العشرة.، أخذ القراءة عرضاً على أبي المنذر سلام بن سليمان الطويل المزني، وعن شهاب شريفة ، وأبي يحيى، ومهدى بن ميمون، وأبي الأشهب جعفر بن حيان العطاردي ، وقيل إنه قرأ على أبي عمر ونفسه، وسمع الحروف من حمزة الكسائي . وقرأ سلام على عاصم الكوفي وعلى أبي عمرو وتقدم سندهما، وقرأ سلام أيضاً على عاصم الجحدرى البصرى، وعلى يونس بن عبيد بن دينار البصري، وقرأ كل منهما على الحسن البصرى، وتقدم سنده وقرأ الحجدرى أيضاً على سليمان بن قتة التيمى البصرى، وقرأ على عبد الله بن عباس وقرأ على شهاب على أبي عبد الله هارون بن موسى الأعور النحوي، وعلى المعلى بن عيسى . وقرأ هارون على عاصم الجحدري وأبي عمرو بسندهما ، وقرأ هارون أيضاً على عبد الله بن أبي إسحاق الحضري، وهو أبو جد يعقوب، وقرأ على يحيى بن يَعْمَر ونصر بن عاصم بسندهما وقرأ المعلى على عاصم الجحدرى بسنده وقرأ مهدى شعيب بن حجاب وقرأ على أبي لعالية الرياحي، وتقدم سنده، وقرأ ابو الأشهب على أبي رجاء عمران بن ملحان العطاردي، وقرأ أبو رجاء على أبي موسى الأشعري، وقرأ أبو موسى على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في النشر : ( وهذا سند في غاية من العلو والصحة ) . * وكان يعقوب أعلم الناس في زمانه بالقراءات، والعربية، والرواية، وكلام العرب، والفقه وانتهت إليه رياسة الأقراء بعد أبي عمرو، وكان إمام جامع البصرة سنين. * قال ابو حاتم السجستاني: هو أعلم من رأيت بالحروف واختلاف القراءات ،ومذاهبها، وعللها ومذاهب النجاة وهو أروى الناس لحروف القرآن، وحديث الفقهاء . * قال الحافظ أبو عمرو الداني وأئتم بيعقوب في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو، فهم أو أكثرهم على مذاهبه، قال الداني : وسمعت طاهر بن غلبون يقول : إمام الجامع بالبصرة لا يقراءة إلا بقراءة يعقوب. ثم روى الداني عن شيخه الخاقاني عن محمد بن محمد بن عبد الله الأصبهاني أنه قال: وعلى قراءة يعقوب إلى هذا الوقت أئمة المسجد الجامع بالبصرة، وكذلك أدركناهم. وكان يعقوب فاضلاً تقياً، ورعاً زاهداً، سرق رداؤه وهو في الصلاة ورد إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة . * وروى عنه القراءة خلق كثير، منهم زيد بن أخيه أحمد، وعمر السراج، وأبو بشر القطان، ومسلم بن سفيان المفسر، ومحمد بن المتوكل المعروف برويس، وروح بن عبد المؤمن، وأبو حاتم السجستاني، وايوب بن المتوكل، وأحمد بن محمد الزجاج، وأحمد شاذان وأبو عمرو الدورى وروى عنه حرف أبي عمرو بن العلاء حمدان بن محمد الساجي وحدث عنه أبو حفص الفلاس وأبو قلابة، ومحمد بن عباد، قال ابن أبي حاتم : سئل أبي وأحمد بن حنبل عنه فقال كل منهما : صدوق . قال أبو الحسن بن المنادى : ( في أول كتاب الإيجاز والأقتصار في القراءات الثمان ) : كان يعقوب أقرأ أهل زمانه وكان لا يلحن في كلامه وكان السجستاني أحد غلمانه. ولبعضهم فيه: أبوه من القراء كان وجده : ويعقوب في القراء كالكوكب الدرى تَفَرُّدُةُ محض الصواب ووجهه فمن مثله في وقته إلى الحشر. * وله كتاب سماه " الجامع " جمع فيه عامة اختلاف وجوه القراءات، ونسب كل حرف إلى من قرأ به وكتاب وقف التمام وكان يأخذ أصحابه بعد آى القرآن العزيز فإن أخطأ احدهم في العد أقامه. * وتوفى سنة خمس ومائتين وله ثمان وثمانون سنة، ومات أبوه عن ثمان وثمانين سنة وكذلك جده وجد أبيه. رحمهم الله أجمعين. *منهج يعقوب في القراءة : 1- له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو من الأوجه. 2- يقرأ من رواية رويس لفظ "الصراط" كيف وقع في القرآن معرفاً أو منكراً بالسين. 3- يقرأ بضم هاء كل ضمير جمع مذكر إذا وقعت بعد الياء الساكنة، ونحو ( فيهم عليهم ) وبضم كل هاء ضمير جمع مؤنث إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو ( عليهن وفيهن ) وبضم كل هاء ضمير الجمع إذا وقعت بعد الياء الساكنة نحو ( فيهم ) . ويقرأ من رواية رويس بضم هاء ضمير الجمع إذا وقعت بعد ياء ساكنة ولكن حذفت الياء لعارض جزم أو بناء نحو ﴿ أو لم يكفهم، فاستفتهم ﴾. 4- يقرأ الإدغام كالسوسى في بعض الحروف المتماثلة نحو ﴿ والصاحب بالجنب بالنساء، ﴿ لا قبل لهم به بالنمل، ﴿ أتمدونن بمال به ﴾. 5- يقرأ من رواية رويس باختلاس هاء الكناية ـ أى بالنطق بالهاء مكسورة كسراً كاملاً من غير إشباع ـ في لفظ«بيده» حيث وقع. 6- يقرأ يقصر المد المنفصل، وتوسط المد المتصل بقدر أربع حركات .7- يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمة غير إدخال. 8- يقرأ من رواية رويس بتسهيل ثاني الهمزتين من كلمتين المتفقتين في الحركة أما المختلفتان فيها فيقرأ يتغيير ثانيهما كما يقرأ عمرو. 9- يقف على هذه الألفاظ بهاء السكت : ﴿ فيم، عم، مم لم بم، وهو وهي عليهن لدى، إلى، يا أسفي، يا حسرتي ثم ﴾. 10- يسكن بعض ياءات الإضافة، ويفتح بعضها. 11- يثبت الياءات الزائدة في رؤس الآى وصلاً وقفاً نحو ﴿ فلا تفضحون، فلا تستعجلون ﴾، كما يثبت غيرها مما لم يكن في رؤس الآى. 12- يقرأ﴿ إن القوة لله جميعاً وإن الله شديد العذاب بكسر همزة إن في الموضعين. 13- يقرأ ﴿ يرفع درجات من يشاء بالياء في يرفع ويشاء في موضع النون فيهما. 14- يقرأ ﴿ فيسبوا الله عدوًا في الأنعام بضم العين والدال وتشديد الواو المفتوحة. 15- يقرأ﴿ من أن يقضى إليك وحيه في طه بالنون المفتوحة في موضع الياء المضمومة، مع كسر الضاد ونصب الياء في نقضي ونصب الياء في وحيه. 16- يقرأ ﴿ وكلمة الله هي العليا في التوبة بنصب التاء.